الفرصة الأخيرة ..

رغم كل الفساد والقتل والتنكيل بالشعب العراقي من قبل أحزاب وشخصيات حكمت العراق خلال ١٧ عاما الماضية، فإن السياسي العراقي الذي أتى صدفة لا غير، لازال أحد أكثر سياسيي هذا الكون حظا، بسبب الثقة التي يعطيها لها الشعب رغم كل ما عاناه ويعانيه الى اليوم من جراء فسادهم وعقلياتهم الطائفية وعدم معرفتهم بأبجديات العمل السياسي.

لدى السيد الكاظمي الآن فرصة عظيمة في ترجمة ثقة الشعب به لعمل عظيم، وإذا صدق بقوله انه الشهيد الحي والشجاع الذي لا يخاف أعداء العراق وهم وجوه ودول معروفة لدى الشعب، عليه ان يسير بخطته الأمنية وهي اصلاح المنظومة الأمنية الداخلية أولا ومن ثم السيطرة على المنافذ الحدودية سياسيا وماليا، فهذه تجلب الويلات للعراق وهي ايضا مصدر مالي عظيم، وما سيميز حكم السيد الكاظمي هو انه ليس تابعا لحزب بل كما صرح نتيجة لتظاهرات الشباب العراقي وتغييرات وصراع مجتمع مع حكومة سابقة ظالمة، اذا الفرصة كبيرة للنجاح.

السيد مصطفى الكاظمي الذي ظهر في مؤتمر صحفي ووضع النقاط على الحروف في بعض الأمور من وجهة نظره وهو محق في بعضها ولم يفصح عن الكثير من النقاط الاخرى التي تعمل عليها حكومته وأعتقد جازما، أن ذلك مرده الى معرفته ان العمل بالسرية هو الوسيلة الأنجع لمحاربة حيتان الفساد والقضاء عليهم بهدوء ونجاح كامل، لأنه يعرف انهم سيلجأون لدول الجوار للضغط عليه سياسيا وخاصة باتجاه الشرق مكمن الشر للعراق كدولة وحضارة !

أن اكثر ما يحتاجه الشعب العراقي حاليا هو الامان والسلام المجتمعي وبناء اقتصاد مبني على خطط تتناسب مع وضع العراق المالي حاليا، وعلى أسس توجه هذا الاقتصاد من اقتصاد معتمد على منتوج واحد فقط وهو النفط الى اقتصاد متنوع والأساس موجود من حيث الاراضي الزراعية والماء والري حيث الرافدين والمصانع التي تركتها الحكومات السابقة بفعل فاعل وتوجيه من دول معينة، بغية السيطرة على السوق العراقي النشيط الذي يزداد سكانه بمعدل مليون شخص كل عام وهذا رقم مخيف وعلى المسؤولين معالجة هذا الوضع وتوضيح خطورة هذا الرقم اقتصاديا ومجتمعيا في المستقبل.

ولا ننسى أيضا أن ما يحتاجه العراق الآن فعليا، هو معاهدات سلام مشتركة مع الجيران والقوة العظمى أمريكا، إن أردت بلدا قويا فيجب ان ينعم العراق بمدة لا تقل عن خمسة وعشرين عاما من الأمن والأمان والابتعاد عن الحروب بكافة انواعها، والعمل على بناء الانسان قبل الاعمار وتعليم الاطفال في الروضة قيم التسامح والعدل والحرية والمساواة بين الرجل والمرأة وأن الماضي ليس مقياسا لحاضرنا، بل للاستفادة من تجاربه في حاضرنا الذي نعيش.

704 عدد القراءات‌‌