قبل أيام كان لي
موعد مع زبون الماني بخصوص بعض الأمور الخاصة بالتأمينات، ولكنه اتصل بي في اليوم
التالي، طالبا إلغاء الموعد وإبقاء الاتصال الإلكتروني كوسيلة وحيدة للتواصل
بيننا، وأنه سيضع نفسه في الحجر الصحي لمدة 14 يوما، والسبب أن زميل ابنه في
الروضة من عائلة أصيب أحد أفرادها بالفيروس، وأنه يخاف احتمال اصابته به ونقله الى
الاخرين لذا ألغى كل مواعيده وحجر نفسه بنفسه ولم يجبره أحد واتصاله بي كان حفاظا
على صحتي.
في الفترة
الأخيرة ازدادت عدد الإصابات بفيروس كورونا في العراق، والسبب تهاون وإهمال شعبي
كبير للتعليمات الصادرة من وزارة الصحة وخلية الأزمة كما ظهر أن هناك من يتحدى
القرارات بإقامة المناسبات كالأعراس ومجالس العزاء دون النظر إلى ما سيخلفه ذلك من
كوارث صحية في ظل زمن انتشار جائحة كورونا.
الكارثة أصبحت
تنتشر والوضع بدأ يزداد سوءا في العراق دون اهتمام شعبي بالأمر ولا مبالاة واضحة
من قبل الكثير من القيادات الدينية والسياسية التي لا تهتم لصحة المواطن العراقي،
مثلما فعل رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب الدكتور قتيبة الجبوري الذي وصف مرض
كورونا في تجمع بشري بـ"اللعبة السياسية"، كما أن زعامات دينية شيعية
دعت لزيارات بذكرى استشهاد أئمة اهل البيت عليهم السلام، دون أن يجرؤ أحد على
الاعتراض، رغم أن خطاب المرجع الأعلى في النجف السيد علي السيستاني كان واضحا
بالغاء هذا النوع من المناسبات بعد إعلانه عدم إقامته خطب وصلوات الجمعة والعيد
حفاظا على صحة الجميع ومثل ذلك فعل المسيحيون والايزيديون الذين الغوا الزيارات
والصلوات في الكنائس والمعابد.
إن الحكومة
العراقية لا تتحمل مسؤولية كل شيء، فالصحة مسؤولية الجميع، وعليهم الالتزام بذلك،
خصوصا وأن ضعف الحكومة يأتي من الشعب نفسه حين يرفض القانون أو تحمل المسؤولية
العامة لحماية العراقيين جميعا.
إن العراق بات
بحاجة إلى ثورة شعبية ضد المرض والوعي في آن واحد، إذ تقع مسؤولية ذلك على عاتق
الجميع من اجل الالتزام بالتعليمات، ما يعني انتشال العراق من هيمنة هذا الفيروس
الخطير الذي لا يقل خطورة من الإرهاب الذي هزمه العراقيون بوعيهم ووحدتهم.
605 عدد القراءات