مقال غير مدفوع الثمن
التعاطف هبة الله للبشر
مامن أمة عبر التاريخ إتفق الجميع على وأد حلمها وذبحها كالأمة الكردية التي كتب عليها الشتات والقتل والتهجير والضم القسري تحت عباءة أمة أخرى لتخضع لسلطتها وكأنه قرار سماوي لافكاك منه.
تجري في هذه الأثناء عمليات قصف وهجمات عسكرية مباشرة تقوم بها القوات التركية على مناطق شرق الفرات تستهدف قوات حماية الشعب الكردي قسد التي تنتشر في مناطق الإدارة الذاتية التي اعادت ترتيب أوضاعها خلال سنوات المحنة السورية، وقاتلت تحت قيادة التحالف الدولي ضد داعش، لكنها اليوم تواجه تحالفا عالميا يضم تركيا وإيران وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية التي أعطت الضوء الأخضر لأوردوغان، لكنها الأن تدعي خلاف ذلك ويصرح وزير خارجيتها محملا الرئيس التركي المسؤولية، بينما لايبدو السلطان العثماني آبها بكل ذلك، في حين تبقى التصريحات الأوربية ضد التدخل التركي مجرد كلمات غير ذات قيمة.
اتذكر بسخرية كيف إتهمت بغداد طهران بقصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي بعد نهاية حرب الثمانينيات، وقال محبو صدام إن طهران هي من قصفت، وليس الجيش العراقي الذي علق المشرف على عملياته في كردستان على الإنتقادات الدولية علي المجيد قائلا: ألعن أبو الدولي.. ويقصد أنه لايعترف برأي أي منظمة، أو مجموعة دولية ترفض عمليات الإبادة ضد الكورد، ولكن هولاء جميعا يتجاهلون إن المصلحة واحدة عند الأتراك والإيرانيين والعرب في سوريا والعراق في مواجهة الطموح الكردي، والجميع يعطي الجميع الضوء الاخضر ليفعل مايريد، ومامن شك إن بغداد وطهران في حينه تحملان ذات الخشية من الأكراد على جانبي الحدود رغم مابينهما من عداء.
هل يستطيع التحالف الدولي ضد الكورد القضاء عليهم؟ من الصعب التكهن بذلك، فالعالم الغربي برمته متحالف مع الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم لكن روح المقاومة لم تمت..
585 عدد القراءات