لاداع لإستخدام القوة، ويجب الشروع بنهج مختلف من التفكير يناسب مرحلة
التغيير الحالية. فلا أحد لديه الرغبة في الإستماع للتبريرات، ولا
لانصاف الحلول، ولا للرد على الأسئلة العرجاء.هو إنفصال كامل، وقطيعة مثيرة للتعجب
بين الشعب والنظام السياسي القائم. وبصراحة بين الشعب، وبين جميع الموجودين من
أفراد وزعامات وقوى فاعلة تعودناها منذ 2003 ومثل هذا الحدث في العراق لايحتاج الى
نقاش، أو محاولات توضيح، أو شرح.
التظاهرات خلفها سر كبير وخطير ومثير. فليس من قادة واضحين، ولا أحد لديه
الجرأة ليدعي أنه قائد، أو محرك لتظاهرة هنا، أو هناك. فالنظام السياسي مشتت، وغير
قادر على الإستجابة السريعة لمثل هذا التحدي الإستثنائي في الحالة العراقية التي
تغيرت، وإنقلب فيها المزاج العام الذي تجاوز مرحلة النزاع الطائفي والقومي، والحرب
على الإرهاب، والصراعات السياسية الخرقاء، والشخوص والزعامات والتكتلات التقليدية،
ومن كان يظن إنه يستطيع الإعتصام بحزب، أو طائفة. فتسونامي حين يضرب لايعود يبالي
بما يواجهه من حجر وشجر ونار وهواء وشوارع وبنايات ومافيها وماحولها من بشر.
هذا ليس إنقلابا عسكريا، وليس سياسيا، هو مرتبط بمزاج عام شعبي إنقلب على
السائد، وتحول الى محاولة كاملة للتغيير لابد من التعاطي معها بوصفها إجتثاثا
لمرحلة. فإما أن تتم معالجة الأمور بقرارات فاعلة ومؤثرة وحقيقية، وليست مخادعة
إطلاقا، او بمواجهة هذا المزاج العاصف، والمتفجر، والمتغير الذي حول الأرض الى رمال
متحركة يمكن أن توقع الأقوياء على وجوههم.
الأقوياء لايستمرون بقوتهم، قد تنهار حصونهم، قد تتغير معادلات السياسة
والحياة والإقتصاد، قد يتغير مزاج الناس ويذهبون الى مساحة غير مأهولة بالخوف
والإستسلام والتبعية، وهم مستعدون للتحول الى شكل من الحياة غير مسيطر عليه.
إحذروا أنا ايضا كمثقف لم أنتبه لذلك.
570 عدد القراءات