منذ خمسة أيام بلياليها انفجر وضع الشارع الامريكي، بعد مقتل امريكي اسود
على يد شرطي تعمد ايذاءه واذلاله الى ان لم يستطع التنفس ومات بعد ذلك في
المستشفى.
مقتل هذا الانسان فجر وضع الشارع الامريكي وموضوع العنصرية هناك من جديد،
وهذه ليست المرة الاولى التي تتصرف فيها الشرطة بعنصرية واذلال للسود وغيرهم من
الاقليات هناك. لذلك خرج الناس في اكثر من ٢٥ مدينة كبيرة واحرقوا واتلفوا وسرقوا
الكثير من المحلات والمباني والسيارات، الى ان غرد المعتوه ترامب بأن من يسرق سوف
يقتل بالرصاص، مما اثار المجتمع الاسود اكثر واكثر وانضم اليهم البيض والاقليات
الاخرى ايضا!!.
هذا كله شأن امريكي خاص ، ينتهي بالنتيجة التي يريدونها ولكن الوضع لا زال
بعيداً من الخروج عن السيطرة الكاملة والوصول الى حرب شوارع او كما يتمنى البعض
حربا اهلية فيها. ضعف الاقتصاد الان المتوقف بسبب ڤايروس كورونا وارتفاع عدد
العاطلين عن العمل وعدم وجود نظام صحي وتعطله، كشف الكثير من ضعف الادارة الحالية
وانشغال ترامب ومحيطه بحروب جانبية مع الصحافة وشخصيات سياسية واجتماعية، اضافت سببا
اخر لخروج الناس الى الشوارع.
الذي يحيرنا جميعا هو أن البعض يريد ربط الشارع الامريكي بما جرى ويجري في
الشارع العراقي وكأن الذي ثار هو مواطن امريكي مقيم في العراق ويتناسون، ان هذا
العراقي هو ابن بلده منذ سبعة آلاف سنة ولديه تاريخ يفوق الامريكي بآلاف السنوات
وما تفوق الامريكي وغيره عليه سوى بسبب سياسات الذين يحكمون من احزاب عميلة لايران
او لامريكا نفسها وقبلهم من حكام فاشلين او محتلين مثل العثمانيين وغيرهم منذ
مئات السنين.
ابناء الثورة العراقية كشفوا معدنهم الاصيل في الشوارع ولم يسرقوا او
يضرموا النار في المباني والمحلات رغم ان احزاب الفساد والقتل واعضاء مليشيات
عميلة لجارة السوء قتلتهم واختطفت اخواتهم واخوانهم وعذبوهم ولازال الكثيرون منهم
مخطوفين وبدون أثر. رغم كل هذا لازال البعض يستشهد بأمثلة عن بعض الاقلام او
الصفحات المشبوهة التي كتبت رأيها عن الشارع الامريكي وما يجري فيه وتريد الصاقها
بثورة الشباب العراقي، وكأن هؤلاء هم قادة الثورة وليس العراقي المسكين الذي
عانى من الطائفية والقتل والفساد منذ عام ٢٠٠٣، فالأسباب التي أدت الى خروج الشارع
الامريكي هي نفسها في العراق بل وبأكثر من ٧٠٠ ضعفا وهو عدد الشهداء واكثر ٢٥
الفا من الجرحى وبلد ضائع بين الفساد والعمالة للشرق والغرب. ثورة الشباب العراقي
ستعود هذه المرة بقوة اكثر وستمتد الى كل التراب العراقي اذا لم تحقق الحكومة التي
تشكلت مؤخرا مطالبها المشروعة.
611 عدد القراءات