داعش يضيق أنفاس العراق مجدداً... التنظيم ينشط بين أربيل ونينوى

04:26 - 21/10/2019
العراق

بالرغم من أن العراق أعلن القضاء على تنظيم داعش عسكرياً نهاية 2017 الا ان التنظيم ما زال قادرا على تنفيذ هجمات متفرقة تستهدف القوات الأمنية في بعض المحافظات العراقية التي تم تحريرها من قبضته خلال الفترة الماضية لاسيما في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته بعد عام 2014.

وبعد إعلان وزارة الدفاع العراقية عن إلقاء القبض على بعض من عناصر داعش الهاربة من سجون غربي كوردستان بعد العمليات العسكرية التي شنتها أنقرة على المناطق الكوردية في (شمال شرق سوريا) وتأكيد الناطق باسم الدفاع العراقية تحسين الخفاجي أن "الوزارة اتخذت سلسلة إجراءات احترازية تحسباً لتسلل قيادات داعش إلى العراق من خلال غلق الحدود المشتركة مع سوريا بصورة مؤقتة".

تحذير: داعش يستعيد قوته
الا ان هذا لم يمنع مراقبون وخبراء أمنيون وقادة عسكريون من إطلاق تحذيرات جادة تشير إلى استعادة تنظيم داعش قوته واسترجاع نشاطه على أرض الميدان خصوصاً في محافظة الأنبار التي تعد أهم معقل من معاقل التنظيم إبان سيطرته عليها وأجزاء واسعة من مناطق أخرى في نينوى وكركوك وصلاح الدين في 2014.

وادي حوران.. مناطق يصعب الوصول اليها
حكومة الأنبار المحلية أكدت وعلى لسان رئيس مجلسها أحمد حميد شرقي تواجد بعض عناصر داعش في مناطق المدن الغربية التي يصعب على القوات الأمنية من دخولها لوعورة بعض الأراضي في تلك المناطق كـ"وادي حوران" الممتد لمسافة (350 كلم) من الحدود العراقية وصولاً إلى الحدود السعودية والذي يعتبر من أخطر مناطق العراق أمنياً بسبب تضاريسه وعزلته في عمق الصحراء إضافة إلى أحاطته بجروف عالية بحافات حادة يبلغ ارتفاعها ما بين ( ١٥٠- ٢٠٠ م).

الحشد العشائري في الأنبار كشف عن "تواجد بعض عناصر داعش في منطقة الحضر قرب مدينة راوة" بحسب نائب قائد الحشد العشائري في الأنبار طارق يوسف العسل الذي قال لـ"ديجتال ميديا KNN"، إن "قلة الدعم الحكومي الذي لا يتجاوز 50% لقوات حرس الحدود أدى إلى تسلل بعض قيادات وعناصر داعش إلى العراق وتحديداً في الأنبار".

قيادات أمنية "فاشلة" تزيد نفوذ داعش
أكد العسلي ان "وجود ثكنات مسلحة تابعة لتنظيم داعش في منطقة الحضر قرب مدينة راوة يصعب على القوات الأمنية مجابتها بسبب تنقلها المستمر بين الحين والآخر"، مردفاً بالقول "عدم إدارة الملف الأمني بالشكل المهني الصحيح  وضعف الجهاز الاستخباري ووجود بعض القيادات الأمنية الفاشلة والغير كفوءة سيزيد من احتمالية نفوذ تنظيم داعش في المحافظة".

لهذا السبب يستحيل القضاء على داعش
وأشار إلى "أنه من الصعب القضاء على تنظيم داعش بشكل نهائي ما لم تتم معالجة الأسباب الحقيقة لظهور التنظيم"، لافتا إلى "أن الظلم الذي يتعرض له بعض المواطنون والاتهامات الكيدية لكثير من المعتقلين في سجون الحكومة والذي يرافقه من انتهاك لحقوق الإنسان من تعذيب وإهانات ومساومات بدفع مبالغ طائلة مقابل إطلاق سراح بعض السجناء من العوامل التي تنذر بتراجع الوضع الأمني والتي تزيد من فرصة نشاط داعش في المنطقة بعد هزيمته".

بعد إعلان وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم أن العراق سيستلم  من قوات سوريا الديمقراطية مقاتلي داعش العراقيين وعوائلهم ويقوم بمحاكمتهم داخل العراق.

هذه التصريحات جعلت من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يحذر عبر صفحته من إبرام صفقات وعقد اتفاقات بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية تتضمن استقبال العراق لعناصر تنظيم داعش.

استطلاع أمريكي في الجزيرة.. يمنعون رعاة الأغنام من التجول
وقامت القوات الأمريكية بـ"جولات استطلاعية في منطقة الجزيرة الممتدة بين محافظتي الأنبار ونينوى"، بحسب ما قاله مصدر أمني لـ"ديجتال ميديا KNN"، مؤكداً ان "القوات الأمريكية التي تتواجد بصحراء الأنبار وتحديداً في جزيرة راوة منعت رعاة الأغنام من التجول بهذه المنطقة".

نقل عوائل الدواعش لهذه المنطقة في الأنبار
واستطرد أن "هناك نية من قبل القوات الأمريكية لنقل عوائل تنظيم داعش الذين يتواجدون  في مخيم الهول في شمال سوريا إلى هذه المنطقة وإنشاء مخيمات خاصة بهم".


داعش يتجمع ويستعيد قوته
وسط هذه الأجواء المزدحمة أمنياً لم يُستبعد شن التنظيم الارهابي هجماته على القوات الأمنية والمؤسسات الحكومية المهمة في المناطق التي كانت تحت سيطرته ومنها على وجه الخصوص نينوى وصلاح الدين وكركوك. بحسب ما ما قاله المختص في شؤون الجماعات الارهابية والخبير الأمني هاوكار الجاف الذي ذكر لـ"ديجتال ميديا KNN"، ان "عناصر تنظيم داعش الذين فروا مؤخراً من سجون قسد في شمال سوريا استطاعوا من تكوين تجمعات واستعادوا قوتهم".

داعش ينشط بين أربيل ونينوى
وأوضح الخبير الأمني ان "أقوى المناطق التي من الممكن أن يستغلها التنظيم هي المنطقة المحصورة بين أربيل والموصل في جبال قراجوغ بقضاء مخمور وتواجد التنظيم بهذه المنطقة يجعله يسيطر على الطرق الرئيسية المؤدية لثلاث محافظات".

وأشار إلى أن "التنظيم سيحاول تنفيذ هجمات كبيرة لرفع معنويات مقاتليه بعد الانتكاسات الأخيرة التي تلقاها" مبينا أن "القوات الأمنية مطالبة باتخاذ أقوى درجات الحيطة خاصة في الأسابيع القادمة".

وبعد شن أنقرة عمليات عسكرية واسعة النطاق مستخدمةً أسلحة ثقلية ومتوسطة ومحرمة دولياً على المناطق الكوردية في غربي كوردستان (شمال شرق سوريا) فر المئات من عناصر التنظيم الارهابي من السجون التي كانت خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية الى المناطق الحدودية القريبة من العراق، وهذا ما مهّد وساعد داعش لاعادة تنظيم نفسه مجدداً.

892 عدد القراءات‌‌