صحن باكَله وماعون لبلبي

إنّ تسارع وتيرة الأحداث في الشارع العراقي منذ أواخر القرن الماضي وإلى يومنا الحاضر وما رافقه من صفقات فساد وعقود وهمية ومشاريع متلكئة وارتفاع منسوب دجلة او انخفاضه ومنح إجازات صحية لكرفانات ( الفلافل) و لعربات ( اللبلبي ) و ( الباكَله ) وبائع  (العوامة) وبائع (تمر الهند) بطعم الذباب المعبأ في قناني مياه أعيدت تعبئتها يدويا والتي جمعت من حاويات المطاعم والمقاهي وسرقة البنوك وغسيل الأموال وبيع المناصب بملايين الدولارات.


وإن ضغط الإحتجاجات الشعبية في العراق أدى إلى كشف المستور والإعلان عن السبب الرئيس الذي أدى إلى ضياع المليارات وتأخير إنجاز المشاريع الصغيرة والمتوسطة اما الكبيرة فهي حبر على ورق.
إن التصريحات الأخيرة للمسؤولين بيّنت الجهات التي كانت تقف وراء تعثر عجلة التقدم في العراق والتي يبدو أن العجلة معطبة اصلا والتي عوّل العراقيون عليها كثيرا منذ سنة 2003 كل ذلك يرجع إلى ماعون (باكله) الذي نتلذذ بتناوله في فصل الشتاء مع التوابل الهندية الحارة بحرارة (شاروخان) واسطورياته.

ومن الجدير بالذكر إن الشعب العراقي يعد ماعون (الباكله) الطبق الشتوي المفضل لديه وبالتالي فإن العراقيين قد شاركوا في استشراء الفساد والاستبداد بحكم دعمهم لـ...أبو(باجله) كل هذه الفترة (الباكلويه) من تأريخ العراق (اللبلباوي) كان الشعب شريكا في هذا الصنع.

ففي لحظة تجلي ديمقراطي ونزول الوحي على المسؤولين زالت الحُجب عنهم وصرحوا بأن العراق قد خسر الكثير الكثير خلال العقدين الماضيين وقد بث هذا الخبر في وسائل الإعلام والفضائيات بما فيها قناة (اطياف العراقية) وبكل لغات قوميات العراق ولخطورة الأحداث قطعت قناة العراقية مباراة العراق في بطولة كأس الخليج المقامة حاليا في دولة (كطر) لنقل خطاب مبعوث العراق في مجلس الأمن  أليس هذا إنجازا؟!!

اخي العراقي أصبح واضحا للعيان إن كل ماعون (باكَله) يعادل مشروعا وهميا وصفقة فاسدة لشراء سيارات (ميتسوبيشي) وكل ماعون (لبلبي) يعادل صفقة شراء طائرات حربية روسية الصنع وإن خمس عربات من (اللبلبي) تعادل صفقات وزارة الكهرباء بكل وزرائها و كل لفتين (فلافل) تعادل صفقات الفساد في طبع الكتب المدرسية وكل عشر بطانيات (احبك) تعادل صفقات الفساد في وزارة الهجرة والمهجرين.

وبعد هذه الكوارث والمصائب كان لابدَّ من إتخاذ بعض الإجراءات التي تحمي المنتج الوطني من إرهاب السوق الإقليمي والدولي حيث منعت الحكومة العراقية إستيراد (الباكَله والحمص).

إن الحكومة اتخذت هذه القرارات بعدما رأت في (الباجله) عميلا امبرياليا يدخل العراق بأشكال عديدة ومتنوعة لتدمير البنى التحتية للبلد وبالتعاون مع (اللبلبي) الذي يتحايل على الحمص العراقي بحجمه الكبير لذا يجب قطع دابر الأعداء وتفويت الفرصة عليهم من تحقيق أهدافهم الخبيثة في كسب الشارع العراقي مع انخفاض درجات الحرارة في هذه الأيام.


ان كل هذه التحديات أوجبت على المختصين في كلية الزراعة بجامعة الموصل فتح قسم (الباكله واللبلبي) لتهيئة مختصين يعملون على منع إستيراد (الباكَله والحمص) والتأكيد على خطورة الثورات الشعبية اللبلباويه.
يعني هسة عرفتم وين راحت المليارات؟ ومنو المسؤول عن صفقات الفساد؟ وتلكؤ المشاريع؟ كلها بسبب ماعون (باكَله).

877 عدد القراءات‌‌