حصة الكاز مو إنجاز

لمّا تبحث في مواقع التواصل الاجتماعي ستجد أن حكومات الدول العالم تتسارع من أجل تقديم الخدمات إلى مواطنيها ولا تتفاخر في ذلك ولا تعجل ذلك مِنّةً عليهم ولا تعدّه إنجازاً بل تنتطلق الحكومات من مبدأ المواطنة وحقوق المواطن في التمتع بعيش رغيد تتوفر فيه جميع سبل الراحة والاستقرار النفسي قبل الاستقرار السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي ولاشك أن هؤلاء قد فهموا ماذا تعني المناصب الإدارية والمراكز القيادية فهما صحيحا سليما بعيدا عن (صورني واني ما ادري) إن حكومات الدول العالم المتقدمة لا ترى في المناصب إلا تكليفا وليس تشريفا لهذا ليس غريبا أن يتجول رئيس وزراء دولة بين الجماهير او يستقل حافلة او يتبضع في السوق بنفسه ومن دون أن تحيطه أفواج الحمايات ولا حتى ارتال من السيارات و المركبات المصفحة ولا حتى قطع الطريق ولا إغلاق الجسور وكل هذه الصور التي تلى ذكرها أصبحت تقشعر منها الأبدان وتدمى لها القلوب وتذرف منها الأعين وجعلتني أشك في بعض المعلومات المثبتة على هويات الأحوال الشخصية لمسؤولين عرب قياسا بأقرانهم من رؤساء الغرب سيما في حقل (الدّيانة) اجزم أنه مجرد حبر على ورق.

فمن نماذج ما تقدمه الحكومات الغربية لشعوبها وتعمل على توفير أجواء أكثر ملاءمة مع أحوال الطقس المتقلبة فهذه بلدية بورصه الكبرى شمال غرب تركيا والتي تعد رابع أكبر ولاية تركية من حيث الكثافة السكانية حيث قامت بنشر (حنفيات) لتناول شوربة عدس ساخة كخطوة للتخفيف من آثار البرد ومجانا وفي أماكن نظيفة وبأشكال تليق بالإنسان وقيمته وليس أن يقف في طوابير طويلة كما يحصل مع المواطن العراقي من أجل الحصول على 100 لتر من مادة النفط الأبيض وبكلفة ( 22000) دينار وهو واقف في طابور طويل وعلى أنغام موسيقة شعبية (لا تضرب السره) (والله اني جيت كبلك) (والله صارلي من الفجر هينا) و( اللي يضرب السره إلا...........) كل هذه الغمغمات والجميع تغمره سعادة منقطعة النظير حينما يحصل على(حصة الكَاز) ويرجع للبيت يحتاج إلى 5 كيلو من مسحوق الغسيل (تايت) كي يتخلص من آثار وروائح التي تزكم الأنوف رائحة (الكاز) وكذلك يجب عليه أن يفكر في توفير كمية كبيرة من الماء من أجل التخلص من آثار الوحل التي استدلت على إتجاه سيره كل هذه الظروف (مو إنجاز)؟

يبدو أن التنافس اليوم على التأثير في الرأي العام أصبح له أثرا واضحا لا تكاد تخطئه أعينُ المتابعين فذلك التأثير الذي يبدأ بالأفراد المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي وينتهي بالشبكات الإعلامية الكبرى فالتأثير في الفضاء العام يعتبر لأصحاب المشاريع والأفكار والأيديولوجيات هدفا ذهبيا ولعلّ الهجوم على الآخر إعلاميا وخلق الأكاذيب وتضليل الرأي العام بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين  يعد من فنون الأكثر حداثة في عصرنا هذا
هذا مو إنجاز ...؟؟؟
وخلي ناظم الغزالي يغني

قل لي يا حلو من وين الله جابك
خزن جرح قلبي من عذابك
قل لي وشفت من أذية
قلبك صخر ما حن عليّه

862 عدد القراءات‌‌